انتابتني حالة هيستيرية من الضحك منذ يومين وانا اطالع رسالة بريدية اتتني من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان تفيد انهم بصدد بدء دورة في تعليم مفاهيم الديموقراطية لشباب الأحزاب ؛ وسبب الضحك اني كنت في نفس اللحظة لازلت اطالع في الجريدة تصريحات سيادة الجنرال اركان حرب حسين عبدالرازق امين حزب التجمع يطالب فيها بالتصدي فوراً لجماعة الإخوان بعد "سقطة طلاب الأزهر" مطالباًأجهزة الأمن بصفتها المعنية بالتصدي لتلك الميلشيات على حد وصفه الكوميدي.
وجال بخاطري ساعتها ان دورة مركز القاهرة يجب ان توجه للسادة قادة الأحزاب لا شبابها . . طبعاً بعد نوبة الضحك أصابتني حالة اكتئاب شديدة ,احسست ان مصر تعيش ملهاة حقيقية
فمن يمتلكون الشارع لا يقدرون على توجيه الرأي العام ومن يملكون توجيه الرأي العام والإعلام أشباح لا وجود لها في الشارع إلا عبر لافتات مقراتهم الرحيبة ثم لم ألبث ان خرجت من تلك الحالة لأدخل فيها مجدداً فجر اليوم على خبر القاء القبض على 180 طالباً كأحد تداعيات ما حدث في جامعة الأزهر من استعراض "أبله" لفنون القتال
والآن يا سادة 50 طالباً في سن الطيش والنزق اقاموا استعراضاً لرياضات عنيفةبسب قد يكون تافه ولكنه اشبع عندهم حاجة للإحساس بالأمان حتى وان كان احساساً زائفاً ستجلبه لهم بعض الحركات الرياضية الإستعراضية
وكان على الحكومة أن تتغاضى عن ظروف السن أو ظروف "القهر والظلم" وتستجيب لحملات التحريض والاستفزاز من عينة ما قام به (الجنرال) حسين عبد الرازق الذي اثبت بنصائحه الباطشة الغالية على قلب الحكومة أنه يحمل من الخبرة في التعامل مع العروض "العسكرية كما شبهها" خبرةً تفوق خبرة جنرال الكتريك او جنرال موتورز كمان . .
فألقت وزارة الداخلية القبض على 180 طالباً بريئاً ربما يكون بعضهم قد اشترك في هذا العرض وربما لا ؛ ربما شاهد بعضهم هذا العرض وربما لا؛ قد يختلفون في الطول أو اللون أو اللكنة أو الغنى والفقر . . ولكنهم جميعاً يتفقون في أن اضلعهم تحمل قلوباً غضة خضراءبلون حقول مصر التي لم تدنسها أحذية العسكر الغليظة وهي تؤمن مواكب السادة . . فأحذيةالسادة طرية ونظيفة ولا تحتمل طين حقول هذا البلد
جميعهم يتفقون في أنهم لم تمتد اياديهم الطاهرة الى قرش واحد من اموال الشعب . .
وحتى المال الذي كان يجب أن يصل اليهم في شكل دعم للكتاب او سكن جامعي ملائم يرعى الآدمية والخصوصية لم يحصلوا عليه - الحكومة الرشيدة القت القبض عليهم من شقق ومساكن خارجية لأنهم استبعدوا من السكن في المدينة الجامعية
يتفق جميعهم انهم ينتمون الى فصيلة "اللي مالوش ضهر" والتي باتت في سبيلها للإنقراض تبعاً لقوانين البقاء للأقوى التى رسخ لها أساد البلد ونقلوها من الغابة الى حارات وشوارع ومصالح مصر
فلتهنأ يا سيادة الجنرال حسين عبدالرازق وليخفت صوتك المنادي بالحرية والإصلاح ما دامت الحرية للإخوان وما دام الإصلاح سيأتي بالإسلاميين ولتذهب كل كل الشعارات الرنانة والخطب الملتهبة الى الجحيم . . فنداء المصلحة أهم وفرص التنجيم والتلميع وركوب الموجة أصبح يتأتى كثيراً في أيام مصر النحسات التي نعيشها . . ولتسقط شعارات الإصلاح والتغيير والإحتواء والنقاش أدراج الريح وليحي الشعار الجديد
الدين لله والسلطة للشرطة والقهر للجميع
هناك ٧ تعليقات:
أول هام مبروووووك علي المدونة...
ثالثا بأه -أصل ثانيا مش مهمة!- هذا الكلام مهم جدا، وليس أهم منه إلا الوعي به!
بس خلاص
واحد بيسمع عنك وبيحبك بس إنت ما تعرفوش!
-وربنا مش فزروة-
- - - - -
عبد الرحمن بن خلدون
- - - - -
لأننا نتقن الصمت
...
حمّلونا وزر النوايا !!
غادة السمّان
- - - - -
(( كل الذين جددوا كانوا يجمعون بين عقلية الفيلسوف ورقة الصوفي ))
- قلبٌ نوراني وعقلٌ فقيه -
محمد عمارة
ازيك يا عبده . .
اولاً شكراً على التعليق اللطيف
ثانياً انا عارفك كويس وكنت باسأل عليك دايماً اتمنى انك تكون استعدت لياقتك بشكل كامل
اتمنى نتواصل مع بعض بشكل اكبر من كده
ده انت بتعرف تكتب يا منيل
أ. إسلام رجل حقوق الإنسان
مقالة جيده جداً
بس شكلها لازم نعمل زي بتوع لبنان وبتوع فلسطين وننزل الشارع ماداموا مش عايزين يدونا حقنا
أبوسيف
تسلم يا استاذ اسلام
وبصراحة المداخلة امبارح على العاشرة مساء كانت موفقة جدا وجميلة ومتميزة. ربنا يفتح عليك كمان وكمااااااان
تلميذك يا استاذ زين . . مش تسرح الواد ابنك ده قبل ما تصوره؟
ازيك يا جعلي . . شد حيلك في الامتحانات؟ عملت ايه في الباطنة النهاردة؟؟
حبيبي الكواكبي مقالك جميل بس عاوزر ألفت نظرك لنقطة مهنية مهمة جدا لمصداقية المقالات - حتى لو كانت تدروينة - مادامت تتحدث عن واقعة غير معروفة أو منتشرة - على الأقل - يجب ان تذكر المصدر الذي قرأت فيه هذه التصريحات تضع له رابط او تشير إلى التاريخ والجريدة وهكذا حتى نستطيع الحكم على كلامه وكلامك
إرسال تعليق