منعم وهيثم 2
هذه المقالة المنشورة بتاريخ 26 مايو 2007م هي استكمال لمقالة الصحفية نجلاء بدير عن عبد المنعم وهيثم
الدستور اليومي عدد 26 مايو 2007م
بقلم نجلاء بدير
كتبت أمس مقارنة غريبة دارت في ذهني بين عبد المنعم محمود صاحب مدونة "أنا إخوان" المحبوس على ذمة قضية المعهد العالي الزراعي بشبرا وبين هيثم عادل ابن زميلتي الذي صدر ضده حكم غيابي في قضية تعاطي مخدرات وقضى يومين في الحجز ثم أفرجت عنه المحكمة.
عبد المنعم خريج حقوق الإسكندرية ويعمل مراسلا صحفيا في إحدى الفضائيات وله نشاط سياسي منذ كان طالبا في الجامعة واعتقل مرتين في مظاهرات أما هيثم فمازال طالبا في إحدى الجامعات الخاصة لم يدخل الامتحان منذ عامين، ويفكر كثيرا في ترك الدراسة والبحث عن أي عمل ولا يفعل.
أعرف هيثم منذ كان طفلا صغيرا يتعلق بيد أمه ويأتي معها المكتب.. وأعرف منعم منذ شهور عندما بدأت أتابع مدونته.
هيثم شاب انطوائي نادر الكلام له صديقان من الطفولة ومنعم شاب اجتماعي يجيد التعبير عن نفسه بالكلام والكتابة أصدقائه في كل أنحاء العالم.
هيثم مدمن مخدرات.. تؤلمه قسوة الحياة بشدة ولأنه شديد الحساسية يشعر بآلام مضاعفة من كل ما يحدث حوله، ولأنه أيضا ضعيف وتقريبا وحيد.. لم يستطع مقاومة السيجارة الأولى والشمة الأولى وغرق تدريجيا وانفصل تماما عن كل ما يضايقه وألغت المخدرات عقله واستراح حتى أيقظته حملة متلبسا في غرزة في بولاق وألقت ألقبض عليه، ففوجئ بأن عليه تنفيذ حكم قديم صدر ضده عندما ضبط متلبسا منذ 6 سنوات.
أما منعم فقد أدرك، قسوة الواقع مبكرا، وقرر مواجهة كل ما يؤلمه منعم أيضا شديد الحساسية لكنه شديد الإيجابية حمته إيجابيته من مضاعفات قسوة الحياة، وغرق في القراءة والبحث، ثم الكتابة، ثم التدوين، ثم الصحافة منعم عضو نشط في جماعة الإخوان المسلمين، لكنه أبدا لم يلغي عقله ويذوب في عقل الجماعة كما يفعل الكثيرون، ولأنني لم أتصور نفسي أم هيثم وأتصور نفسي أم منعم.
أتذكر مشهد أم هيثم في القسم كأنها مذبوحة تنزف .. لا تنظر ناحية هيثم ولا تتكلم معه، وأتخيل مشهد زيارة أم منعم وأتخيلها تحتضنه وأتخيله يكتب رسالة لأبيه على يدها.
وأحلم أن يتغير من أجل أمه ويصبح مثل منعم شاب يفرح القلب الحزين ولو عاش أجمل سنوات عمره في أحقر سجون مصر.
مثل هيثم يوجد الكثير من شباب مصر انكسروا وتحطموا مبكرا وانتهوا،ومثل منعم قليلون جدا ومتفرقون ومطاردون.
ومثل أم هيثم أعداد لا تحصى من الأمهات المذبوحات حسرة على أبنائهن أمام أم منعم فواحدة فقط لا يشبهها أحد.
مازلت أحلم بأن يتغير هيثم ربما يستطيع منعم نفسه أن يأخذه بيده ويعلمه طريق المقاومة ويفرح قلب أمه
عبد المنعم خريج حقوق الإسكندرية ويعمل مراسلا صحفيا في إحدى الفضائيات وله نشاط سياسي منذ كان طالبا في الجامعة واعتقل مرتين في مظاهرات أما هيثم فمازال طالبا في إحدى الجامعات الخاصة لم يدخل الامتحان منذ عامين، ويفكر كثيرا في ترك الدراسة والبحث عن أي عمل ولا يفعل.
أعرف هيثم منذ كان طفلا صغيرا يتعلق بيد أمه ويأتي معها المكتب.. وأعرف منعم منذ شهور عندما بدأت أتابع مدونته.
هيثم شاب انطوائي نادر الكلام له صديقان من الطفولة ومنعم شاب اجتماعي يجيد التعبير عن نفسه بالكلام والكتابة أصدقائه في كل أنحاء العالم.
هيثم مدمن مخدرات.. تؤلمه قسوة الحياة بشدة ولأنه شديد الحساسية يشعر بآلام مضاعفة من كل ما يحدث حوله، ولأنه أيضا ضعيف وتقريبا وحيد.. لم يستطع مقاومة السيجارة الأولى والشمة الأولى وغرق تدريجيا وانفصل تماما عن كل ما يضايقه وألغت المخدرات عقله واستراح حتى أيقظته حملة متلبسا في غرزة في بولاق وألقت ألقبض عليه، ففوجئ بأن عليه تنفيذ حكم قديم صدر ضده عندما ضبط متلبسا منذ 6 سنوات.
أما منعم فقد أدرك، قسوة الواقع مبكرا، وقرر مواجهة كل ما يؤلمه منعم أيضا شديد الحساسية لكنه شديد الإيجابية حمته إيجابيته من مضاعفات قسوة الحياة، وغرق في القراءة والبحث، ثم الكتابة، ثم التدوين، ثم الصحافة منعم عضو نشط في جماعة الإخوان المسلمين، لكنه أبدا لم يلغي عقله ويذوب في عقل الجماعة كما يفعل الكثيرون، ولأنني لم أتصور نفسي أم هيثم وأتصور نفسي أم منعم.
أتذكر مشهد أم هيثم في القسم كأنها مذبوحة تنزف .. لا تنظر ناحية هيثم ولا تتكلم معه، وأتخيل مشهد زيارة أم منعم وأتخيلها تحتضنه وأتخيله يكتب رسالة لأبيه على يدها.
وأحلم أن يتغير من أجل أمه ويصبح مثل منعم شاب يفرح القلب الحزين ولو عاش أجمل سنوات عمره في أحقر سجون مصر.
مثل هيثم يوجد الكثير من شباب مصر انكسروا وتحطموا مبكرا وانتهوا،ومثل منعم قليلون جدا ومتفرقون ومطاردون.
ومثل أم هيثم أعداد لا تحصى من الأمهات المذبوحات حسرة على أبنائهن أمام أم منعم فواحدة فقط لا يشبهها أحد.
مازلت أحلم بأن يتغير هيثم ربما يستطيع منعم نفسه أن يأخذه بيده ويعلمه طريق المقاومة ويفرح قلب أمه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق