وداعاً للمظاهرات الجامعية ويا مرحب بالشوارع

عندما كنت ادخل جامعة حلوان كان ينتابني هاجس قوي ان من صممها كان عدواً للطلبة نظراً اترامي اطرافها وتنائي مبانيها مما يجعل اي تجمع طلابي فيها يبدو اشبه بسرب من النمل ليس إلا ولكني كنت أرد نفسي الى رشدها بتذكيرها أني لا يجب أن اقع أسيراً لفوبيا المؤامرة الحكومية الموجهة ضد الطلاب بغرض اخراسهم

ويمر الزمان واتخرج وأتزوج وأسكن في احدى المدن الجديدة لأفاجأ في طريقي بأرض واسعة مكتوب عليها "جامعة القاهرة" فانزعجت وحدثتني نفسي خائفة ان الداهية الذي اختار موقع وتصميم جامعة حلوان ما زال حياً ولكني استعذت بالله من وساوسي وطمأنت نفسي بأن هذه مجرد أرض قاحلة قد تكون الجامعة اشترتها بغرض "التسقيع" أو حتى بغرض وهبها لجمعية جيل المستقبل كي تمارس فيها نشاطتها وبدل ما الولاد يبقوا في الشارع وعلي مصيلحي يشحططهم في تراخيص الجامعية أهم نديهم حتة ارض صغننة من باب ان المال مال أبوهم

المهم اني ظللت احدث نفسي أنها شكاكة وأمارة بالسوء حتى رأيت بعيني وما حدش قال لي الكراكات واللودرات ترفع كميات كبيرة من الرمال في مدخل الشيخ زايد خلف الهايبر تماماً:

• 
  
  ايه ده يا عم الباشمهندس
  
• 
  
  دي جامعة القاهرة الجديدة
  
• 
  
  إزاي يعني؟
  
• 
  
  بقرف شديد . . إقرا اليافطة
  

اليافطة مكتوب عليها مباني كليات الحقوق والتجارة ودراسات تربوية!! يا نهار مش فايت!!! هاينقلوا تجارة وحقوق!! يعني ما فيش دقة ومسجد تجارة ما فيش حقوق ومعارضها ومظاهراتها ولا عم عاشور خادم المسجد الذي دائماً ما يتوعد المصلين بأنهم سيخفف عنهم وسيكون مؤلهم الى النار في حين ان غير المصلين سيذهبون الى جهنم حدف

ومما أكد شكوكي وظنوني ان الحكومة تريد عزل الطلاب عن الشارع ونفيهم الى اماكن نائية كي "ينبحوا" فيها كما شاؤا ما أكده لي صديقي الصحفي السكندري عبد المنعم محمود من أن جامعة الإسكندرية تبني مقراً جديداً في برج العرب

وحيث ان الموضوع وصل لبرج العرب أنا رأي انه وداعاً للمظاهرات المحترمة المحتشمة داخل أسوار الجامعات

ويا مرحب بالشوارع