فارقنا يا شيخ
ما زال السيد الرئيس محمد حسني مبارك يُتحفنا برؤاه المستقبلية المُخططة للأجيال الجديدة رغم أن الرجل بلغ من العمر عتياً وقد لا يسعفه العمر حتى يتمتع برؤية الشعب وهو يرزح تحت تعديلاته الدستورية الجديدة
وبدايةً انا لا ازعم اني قادر على نقد أحلام وخطط سيادته فيما يخص مستقبل البلاد او مستقبل عائلته - فعلى ما يبدو انه مقتنع ان كلا المستقبلين وجهان لعملة واحدة - .
فأنا شاب نلت شرف التعليم الإبتدائي في عهد فخامته؛
وانهيت المرحلة الإعدادية أيضاً وهو ما زال رئيساً ولسوء الحظ انهيت المرحلة الثانوية وأنا قلق من شبح الثانوية العامة ومن هاجس أن يجيء اليوم الذي قد لا أجده فيه رئيساً فأتوه في هذا البلد الذي اصبح سيادة الرئيس معلماً من معالمه والتي ان اختفى احدها سأحس بالغربة في وطني . . مثله تماماً مثل زحمة وعشوائية ميدان رمسيس وازدحام كوبري اكتوبر وأطفال الشوارع وتلال القمامة الملقاة في عرض الطريق وغيرها الكثير من المعالم المصرية الخالدة والتي أثرت بحق في هدم شخصيتي - بالطبع ليس الهدم بسوء نية ولكن لزوم إعادة البناء على نضافة- ولكني اكتشفت كم كنت مسيئاً للظن في سيادة الرئيس حينما دخلت الجامعة و"اصطبحت" في اول يوم بصورة سيادته معلقة فوق منصة المحاضر داخل أول مدرج وثاني مدرج وكل المدرجات والسكاشن وقاعات البحث -ولكن للأمانة لم أجدها في دورات المياه وانا ارى ان هذا تقصير يجب تداركه والبركة بالطبع في ابو العينين وعز لأن السيراميك ده لعبتهم.
المهم اني والحمد لله انهيت الدراسة الجامعية وبرضه فخامة الرئيس رابض على كرسي الحكم كالأسد الهصور لا يجسر أحد على الاقتراب منه ليس بالطبع خوفا من بطشه وانما حباً وإجلالً لسنه ومكانته ؛ ورغم ان نفسي حدثتني ذات مرة حديث افك تحت تأثير المعارضين والمغرضين من طلبة الجامعة - حين كنت طالباً كانت هناك معارضة و طلبة معارضين قبل ان يختفوا في ظروف غامضة- ان الرئيس يجب أن يرحل وان سياساته الداخلية والخارجية فاشلة وكانوا يذكرون كلاماً عن الفساد والرشاوى والاتجار في ديون مصر وتكلموا عن المعتقلات والتعذيب في اقسام الشرطة وعن القوانين المخالفة للدستور وغير ذلك من الكلام الذي ثبت لي انه هش وضعيف أمام سياسة "الطناش" الحكيمة التي كثيراً ما يستخدمها الرئيس
والحقيقة أن الرجل يعجبني كثيراً وبه من الصفات ما لا يمكن حصره فهو
متأني في جميع قراراته ؛
تاريخي في جميع خطاباته؛
كان صاحب الضربة الجوية ثم تبين انه كان صاحب قرار العبور وان السادات سرق مجهوده ؛
كما انه هو بطل الحرب والسلام الحقيقي ولكن تولستوي نسي أن يكتب اسمه
وهل ينسى أحد منا انجازات الرجل التي تركت "مئات العلامات والندوب في وجه مصر" من مصنع فوسفات ابو طرطور لتوشكى إلى شرق التفريعة مروراً بمئات الكباري التي ملئت مصر حتى اصبح نشر الملابس مشكلة تواجه ربات البيوت من كثرة الكباري وتشعبها
هل ننسى قانون الطواريء الذي حفظ لمصر أمنها والذي بتطبيقه لم تحدث أحداث فتنة طائفية ولا حالات اختطاف وأغتصاب للنساء ولا حالات تحرش جنسي جماعي في وسط البلد ولا ازدهار لتجارة المخدرات ولا تفجيرات استهدفت السياح ولا محاولات اغتيال للوزراء وله شخصياً لولا ابداعه اللحظي للنظرية الأمنية "لف وارجع تاني" بحكم خبرته العسكرية الفذة
هل ننسى حنكته الاقتصادية حينما قرر بيع القطاع العام بأقل من 5% من ثمنه مساهمة منه في رفع العبء عن كاهل الأخوة المستثمرين الأجانب؛ هل ننسى كيف تم في عهده تطوير الجهاز المصرفي بحيث اصبحت اموال البنوك متاحة لكل محتاج بشروط ميسرة اشهرها ألا يقل القرض عن 20 مليون على أن يتم تهريبه للخارج
هل ننسى تصديه لذوي النفوس الجشعة من الشباب المتقدمين للحصول على 2000 جنيه قرض من الصندوق الاجتماعي والذين ارادو نهب البلد التي ساعدتهم ب2000 جنيه كاملة فادعوا انهم غير قادرين على سداد الفوائد رغم أن الفوائد كانت لا تتجاوز الـ 30% تسدد شهرياً
هل ننسى أن في عهده كانت مصلحة البلد فوق مصلحة المواطن وكرامته وامنه فتغير شعار الشرطة من الشرطة في خدمة الشعب الي الشرطة والشعب في خدمة مصر وهو الشعار الذي اصل لفكرة ان مصر هي مصر حتى لو هجرها او كرهها المصريون وحتى لو تحكم في اقتصادها صندوق النقد والدول المانحة وحتى لو تنازلنا عن اراضيها طواعية كجزر تيران وميناء ام الرشراش . . وللأسف لم يفهم النعارضون والمغرضون أن مصر فوق كل هذا ؛ مصر ستظل مصر وان لم يبق فيها الا سيادة الرئيس -.وعائلته واستثماراته فمصر لا تنسى أبنائها الأبرار -الأبرار مش أي ابناء وخلاص
هل ننسى اهتمامه بالثروة الزراعية واستيراد الخبرات من اسرائيل باعتبارها آخر من مارس الزراعة وسماحه باستيراد آلاف الأطنان من المبيدات المسرطنة والتي لم ينظر ذوي العقول الضيقة لما حققته من فوائد في تقليل اعداد المواليد لما سببته من عقم ومن زيادة في اعداد المتوفين بالسرطان وهو ما انعكس ايجاباً على الخدمات التي تقدمها الدولة لمن ظلوا على قيد الحياة حتى تلك اللحظة!!
هل نسينا تطهيره للبلاد مما يقرب من 120 الف معتقل في عهده كان من الممكن ان يخربوا في عقول الجماهير بحديثهم الممجوج حول الديموقراطية والحرية ونزاهة الانتخابات ومعايير الشفافية وغير ذلك من التقاليع
هل ننسى له اهتمامه بالجامعات وحرصه عليه لدرجة ان العمداء ورؤساء الأقسام اصبحوا بالاختيار وذلك بالطبع خوفاً من تأتي الانتخابات بمن هو ليس أهلاً لتلك المناصب الأكاديمية ؛وهل يمكن أن ننسى له انه سمح بأن تتضاعف ميزانية التعليم في البلد لتصل الى 1/28 من ميزانية الداخلية وهو ما يعكس حرص سيادته على العلم والتعلم
هل ننسى انه هو من اخرج نواب وقضاة الأحكام العسكرية الذين ظلوا طوال 30 عاماً بلا عمل حتى شملهم سيادته برعايته وقرر ان تتم محاكمة معارضيه المدنيين أمام المحاكم العسكرية انقاذا لها من ملل البطالة
هل ننسى له انه خشي على مصر من أن يمن عليها احدهم في يوم من الأيام بأنه قدم خدمات للإقتصاد الوطني فحارب رأس المال الوطني الشريف وأغلق شركات ومؤسسات معارضيه الاقتصادية حفاظاً على -نفسية- البلد
والله يا ريس انا مش عارف اقول ايه ولا ايه . . حتى الكلام مش راضي يسعفني مع اني ما جبتش سيرة علاقتك بأمريكا ومهاودتك لليهود وتسولك على مصر من الخليج وبيعك للعراق؛ فضلاً عن أن شوية اللغة العربية اللي انا اتعلمتهم تقريباً خلصوا؛ بس احب اقول لك احنا مقدرين خدماتك اللتي لا تعد ولا تحصى وانك بتتعب . . حقيقي والله بتتعب وفيه ناس كتيييييييير جاحدة ومش مقدرة ونفسها ترحل عن سمانا
انا لو منك يا ريس اكسفهم واسيب لهم البلد ويورونا هايديروها ازاي من غير طواريء ومعتقلات وتعذيب وتزوير وكل الأدوات المساعدة على تثبيت اركان الحكم
سيبنا يا ريس واحنا لينا رب اسمه الكريم طالما مش مقدرينك ولا مراعيين شيخوختك وسنك وانك في مرحلة الهرم ومع ذلك بتحكم مع ان اللي في سنك قاعدين معززين مكرمين في مصحة للنقاهة
اعملها يا ريس وسيبهم وفارقنا
فارقنا يا شيخ بقى
هناك ٨ تعليقات:
تسلم أيدك يا باشا
فعلا الواحد مش عارف ممكن يشوف غيره قبل ما نقابل رب كريم ولا لالالا
ممكن تكون دي امنية للاجيال القادمة
ونوزع بوستر عليه
رؤية رئيس واحد لا تكفي
مبارك غصب عن عينك مش هاتغمض عينك
السادة قراء مدونة الكواكبي
يسؤني أن أنعي لكم االيوم رجلا من أفضل الرجال ,
رجلا من ازكي الرجال
رجلامن أخلص الرجال
واجود الرجال
رجلا كان يعيش من أجل الفكرة
فكرة واحدة فقط هي التي كانت تسيطر عليه
فكرة أن يفارقه
ولقد تحقق امنيته وحدث الفراق
وكما فارقنا الكواكبي الاسم الذي اختاره صاحب المدونة ليطلقها علي أولي تجاربه التدوينية
فقد فارقنا
وعلي ما يبدو اسلام لطفي
لانه أطق في نفوخه وفكر لحظة واحدة ان الريس دي ممكن يموت
غلطان يا زكي
المخرج قال البطل لازم يعيش
وانت اللي هتموت
رجاء من السادة القراء سرعة مغادر المدونة
المدونة مفخخة وستنفجر في اي لحظة بعد هذا البوست الخطير
بص يا عم اسلام..بصراحة إنا مش من نفسي إن مبارك يموت دلوقتي..يعني إلي خلانا نستحمله حمسة وعشرين سنة قادر يخلينا نستحملة خمس ولا عشر سنين كمان..بمعنى إني عايز أشوف فيه يوم زي ما ورانا خمسة وعشرين سنة ..ومش عايزة يسيب الحكم ولا يموت قبل ما أشوفه على التلفزيون وهو بيقول كلام ناس عندها خرف الشيخوخة..وبيتهيألي لو الناس إلي حواليه محجزهوش عن التصريحات الفترة إلي جايا ..صدقني يا اسلام..خلال سنتين ثلاثة وحلمي ده هيحقق..وأهو عمال يهرتل بقاله فترة وكل يوم والتاني تصريح لرئيس تحرير جريدة قومية ولا حتى جريدة ملاكي زي الاسبوع بتاعة اللواء مصطفى بكري...المهم ..اليوم ده قرب..ولو استمرت تصريحاته بمعدلات الهرتله دي..ابشرك إنه على 2010 هيطلع علينا مبارك وهو لابس طرطور وحاطط في بقه زمارة والريالة مغرقة صدره !!!
وربنا يديني ويدك طولة العمر ..وتبقى تقول القط قال !!!
يا أستاذ كواكبي
إنت بتكلم في الهرم الخامس- ثلاثة زائد أم كلثوم - يعني إنته تفارق البلد وأنا أفارق البلد وكل الحالمين أمثالنا وكل واحد يفكر إنه يغير من تراث وعراقة وأصالة ووحدة ووطنية وثبات مصر متمثلة في " مصر مبارك "
كلنا نفارق لكن هو لأ
كلنا لإننا هم تقيل شايلة الريس وماشي بيه
ده الراجل ما بينامش
عمال يحلم بينا وبجمال إبنه
والحزب والدورة الرئاسية اللي جاية عشان دي مهمة بالنسبالة للدورة اللي بعد بعدها !!!!!!
هو هيلقيها من مين ولا مين بس
بصراحة كلام في سرك
المفروض بعد الموضوع ده
تلحق بسرعة تفارق على أول طيارة
السادة الأفاضل منعم والقط والواحد اللي من الإخوان
شكراً على تفاعلكم بس قصة اني اخلع من البلد دي مش هاتنفع علشان الريس بيخاف على ابناءه المعارضين من السفر لبلاد برة درءاً للفتنة فعادة بيمنعهم من السفر؛ واللي ربنا بيكرمه ويعرف يطلع عادةً برضه ما بيعرفش يدخل
وبما ان وشها بقى زي ضهرها في بلدنا الجميلة فمافيش مفر من البقاء في البلد متنعمين بحكم سيادته وزي ما بيت الشعر بيقول
إذا كان "حسني" لابد حاكمٌ
فمن العار أن تموت جبانَ
معلش ما كتبتش إسمي
بعد التعليق اللي فات
محمد حمزة
قالوا لحسني مبارك مش هتقول خطبة تودع بيها الشعب... اتخض حسني و اتفزع، و قال باندهاش: "ليه هو الشعب رايح فين؟؟؟"م
هي دي الثقافة الاستبدادية اللي بتلزق الشخص في الكرسي أول ما يقعد عليه.
هو كل حاجة في مصر غلط حصلت بتبقي بسبب حسني مبارك؟ مجرد تساؤل يعني بينطلي كل ما افكر التفكير اللي أنا اتربيت عليه ده من صغري
و بعدين مش الراجل بيتعب عشانكو بقالو ربع قرن... يكون هو ده جزاءه في الآخر... نكران للجميل من شعب مايستاهلش... معلش يا حسني... عندي المرة دي، خليك انت الكبير و نفضلهم برضه كالمعتاد.
فكرت اعلق وأقول ايه على هذا الموضوع فلم أجد سوى حاجتين
1- تسآلت كثيرا فى مقالك يا ا. سلام هل ننسى، والاجابة هى طبعا لا ولم ولنن ننسى
2- أنقل هذه الكلمات لاحمد فؤاد نجم
دا شعب فقرى
-----------
نظرا لأن النعمة فاقت حدها
ولأننا مش قدها
ولأن فعلا انجازاتك
فوق طاقتنا نعدها
ولأننا غرقنا في جمايل
مستحيل حنردها
نستحلفك ....... نسترحمك
نستعطفك .......نستكرمك
ترحمنا من طلعة جنابك حبتين
عايزين نجرب خلقة تانية
ولو يومين
اسمع بقى
إحنا زهقنا من النعيم
ونفسنا في يومين شقا
عايزين نجرب الاضطهاد
ونعوم ونغرق في الفساد
بيني وبينك حضرتك
دا شعب فقرى مايستحقش جنتك
أنا عارفه شعب ماينفعوش
إلا شارون وبلير وبوش
عايز يجرب الامتهان
ويعيش عميل للأمريكان
بيمد "غازه" لإسرائيل
ويومين كمان ويمد نيل
أهو يعنى نشرب ميه واحدة
ندوب في بعض
ماء وماء وماء
ونفض سيرة الانتماء
وبلاها نعرة وطنطنة
تبقى البلاد "مستوطنة "
(متسلطنة بالسرطنة)
إيه اللي خدناه م الكرامة والإباء
حبة خطب وكلام...كلام
إحنا راهننا على النظام
ورضينا بخيار السلام
بخيارحنسد عين الشمس بيه
علشان مايطلعش النهار
ويطلع لمين؟
حبة معارضة مغرضين؟
وحسب بيان السلطة
شلة مأجورين؟
ياعم فضك سيرة
وارضى بقسمتك
دا شعب مش فاهم أكيد
يالا اطرده من رحمتك
وإن كنت غاوي الحكم
خليك مطرحك
حاغطس واقب وأعود
بشعب يريحك
راضى وعمره مايجرحك
أخرس ومايسمعش
وأعميلك عينيه
مش كل قرش يبص فيه
مايقولش لأه، وفين، وليه
يضرب ينفض في السليم
وعلى الصراط المستقيم
كل اللي يعرف ينطقه
عاش الزعيم
يحيا الزعيم
أحمد فؤادنجم
إرسال تعليق