معلش لأني إخوان

معلش لأني اخوان

معلش أصل أنت اخوان كانت هي الجملة اللصيقة لطبلة أذني طوال محاولاتي اليائسة لزيارة عبدالمنعم محمود صاحب مدونة أنا إخوان

عندما ذهبت لتسجيل الزيارة أول من قابلته عسكري نحيف ذو بشرة قمحية من الإسكندرية؛ أخذ مني بطاقة تحقيق الشخصية دون أن ينظر إلى وجهي وقام بتسجيل الإسم وعند اعادته للبطاقة نظر الي ولم يعطني البطاقة حتى سألني انت اخوان يا بيه فتعجبت ورردت عليه اشمعنى وكان الرد الدبلوماسي حاضراً لديه سيماهم على وجوههم بس حضرتك لازم تروح تستأذن الظابط الأول؛ ولما سألته لماذا أنا بالذات الذي سيسأل الظابط قبل السماح له بالزيارة كان رد العسكري الاسكندراني معلش أصلك إخوان

ذهبت إلى ظابط مباحث قطاع ليمان طرة وهو شاب ممتليء تنبيء ملامحه أنه من صعيد مصر الجواني على وجهه امارات طيبة سابقة وان كانت طريقة حديثه تنبيء أنه قرر ان يهجر طيبته السابقة كي يستطيع العيش والترقي في سلالم مجد وزارة التعذيب والقهر المصرية - الداخلية سابقاً؛ طلب مني علاء ظابط المباحث أن أعرفه بنفسي ولما عرف بأن عملي له علاقة بالتدريب على حقوق الإنسان قام بمحاولة استعراض كل مهاراته القانونية القليلة ليقنعني بعدم مشروعية زيارتي وبأنه لا يقدر على استثنائي وعندما تعجبت من عدم استثنائي خاصة وأن كل من بالسجن تقريباً زياراتهم استثنائية رد علي قائلاً بس انت حالة مختلفة وبإبتسامة لزجة أردف قائلاً ما تنساش أنك إخوان يا دكتور

بعد محاولات جهيدة سمح لي بالدخول شريطة أن استأذن المأمور اولاً فإن وافق فلا مانع عنده من الزيارة . . مرت دقائق طويلة قبل أن يظهر المأمور مودعاً ترحيلة قضية اموال عامة؛ استرعى انتباهي ان المتهمون يهتفون الله اكبر أثناء ركوبهم لسيارة الترحيلات فسألته مندهشاً هو فيه ايه فضحك وقال لي الإخوان بهتوا عليهم ثم سألني عن طلبي فقلت له زيارة عبدالمنعم محمود فقال لي بترحاب قوي قوي ولم يكد يكمل جملته حتى فوجئت بالأرض قد انشقت عن شاب نحيل البنية ضئيل القامة كالذين يظهرون في اعلانات الجبنة النستو قبل ان يتحولوا لعمالقة بفعل الجبنة المثلثات

كان اسمه محمد ويرتدي ملابس مدنية وفوجئت به يتدخل معنا في الحديث موجهاً كلامه للمأمور قائلا مش هاينفع يا سعادة الباشا فلما استفسر منه المأمور عن سبب اعتراضه رد عليه قائلاً أصله إخوان والتعليمات بتاعة امن الدولة أن اللي يمشي على باقي السجن ما يمشيش على الإخوان . . طبعاً لست في حاجة لأن أذكر لكم أن المأمور قال لي في صوت خفيض ونظرة منكسة إلى الأرض تقريباً كده مش هاينفع طالما التعليمات ما تسمحش

ظلت الكلمات ترن في أذني أثناء خروجي من السجن وحتى هذه اللحظات

معلش اصلك اخوان . . أنت حالة مختلفة وما تنساش يا دكتور أنك أخوان . . اللي يمشي على باقي السجن ما يمشيش على الإخوان

ايوه أنا إخوان

أيوه أنا حالة مختلفة لأني إخوان لأني مش رايح ازور ناس سرقت ونهبت وقتلت وحرقت بالعكس دي ناس بنت وعمرت وعلمت وفكرت

أيوه موافق ان اللي بيمشي على باقي السجن ما يمشيش علي لأني محبوس ظلم في قضية رأي وحرية مش مخدرات او دعارة

أنا آسف أيها النظام الفاسد لن أخجل من كوني إخوان؛ عذراً ايها الضابط المتجرد من انسانيته وفطرته لن ألحق بك في طريق الهمجية وسأبقى إخوان

لا مؤاخذة ايها الكائن الضئيل يا من قمت بتعريف المأمور بالتعليمات الواجب اتباعها مع الإخوان

فلتذهبوا إلى الجحيم جميعاً

ومعلش لأني إخوان