٢٦‏/٠٥‏/٢٠٠٧

لأنه منعم وليس هيثم


بالأمس خرج عبد المنعم محمود من مجبسه ليرى والده وهو على فراش المرض ورغم بعد المسافة وطول الغياب لم يسمح جهاز أمن الدولة بالأسكندرية - الفراعنة - لمنعم بالبقاء مع والده سوى ساعة واحدة وقامت قوة تأمين قسم الرمل بسد منافذ الشوارع المؤدية لبيت عبد المنعم محمود منذ الخامسة صباحاً وحتى انتهاء زيارته لوالده المريض والتي بدأت في الثانية والنصف لتنتهي في الثالثة والنصف ظهراً هذا المقال نشر أمس بجريدة الدستور اليومية وكاتبته الصحفية نجلاء بدير وهو يبين الفرق الفظيع بين ان تكون هيثم من مئات الهياثم التي تتعاطى المخدرات وبين ان تكون صحفي فقير وشريف سماه ابوه بعبدالمنعم ربما لأنه لم يرد له ان يحظى بترف أن يكون هيثماً من الهياثم التي تملء مصر


منعم وهيثم

الدستور اليومي عدد 25 مايو 2007م

بقلم نجلاء بدير
مدونات أصدقائه ومحببة تضع عدادا مكتوبا عليه، وبنعد الدقائق زيك يا منعم، أعتقل في 15/4/2007 أي منذ كذا يوم وساعة ودقيقة وف اللحظة التي أكتب فيها الآن، منعم معتقل منذ 39 يوما، على ذمة قضية معهد التعاون الزراعي، وعرض أمس على نيابة أمن الدولة وأخذ استمرار حبس لمدة 15 يوما.
منعم أنت أقوى ولذا سجنوك... شعار آخر يضعه المدونون المتضامنون مع منعم.. وهو بالفعل أقوى وأرقى وأبقى.
تهمة منعم مضحكة إرهاب وإدارة جماعة محظورة وتحويل أنشطة طلابية وتعطيل العملية الدراسية، وهو لا يعرف مكان المعهد الزراعي أصلا وأول مرة يلتقي بطلبته في السجن، أما تهمته الحقيقية التي يعترف بها ويصر عليها هي "دايب في حب مصر ونفسي أشوفها حرة من الفساد والطغيان".
أبو منعم في المستشفى بالإسكندرية .. مريض تليف كبدي ودخل في الغيبوبة.. عندما زارته أمه في السجن الأسبوع الماضي أخذ يدها وكتب عليها، رسالة أخذ يدها وكتب عليها رسالة لأبيه (منعوه من استخدام ورق) قال فيها "سامحني لأنني لم أحملك وتركتك لأيدي الغرباء يحملونك إلى المستشفى ويمسحون دموعك ودماءك، انتظرني يا أبي حتى أتي إليك.. لا تمت .. انتظرني وأنت رافع رأسك لأنني حبيس من أجل حريتك وحبي لوطني فأرض عني"
منعم محبوس في سجن طره محكوم مع الجنائيين في زنزانة واحدة 22 نزيلا في زنزانة واحدة، 22 نزيلا في زنزانة 3 في 7 أمتار، ومع الأوبئة المتعددة، وأخطرها الجرب والمخدرات بجميع أنواعها، والحشرات والسباب والتحرش والاعتداءات، الزنزانة تظل مغلقة 23 ساعة في اليوم.
بعد تدخل منظمات حقوق الإنسان وإضراب الطلاب عن الطعام تم نقل بعضهم إلى سجن مزرعة طرة، حيث الظروف افضل لكن منعم مازال في طرة المحكوم.
أذكر أنني زرت أبن أحدى زميلاتي في قسم بولاق أبو العلا محكوم عليه في قضية تعاطي مخدرات القسم مبني أثري شديد النظافة والجمال ومأمور القسم شديد الاحترام والتهذيب بمجرد أن رآنا على باب مكتبه قال لنا، طبعا هيثم (اسم ابن صديقتي) كل زواره صحفيون ودعانا برقة لدخول حجرة جانبية صغيرة واستدعى هيثم، جلس صامتا راسما ابتسامة مفتعلة على وجهه، وفجأة ارتعشت شفتاه وامتلأت عيناه بالدموع وهمس "أنا مخنوق يا طنط ... أنا مخنوق ، كدت أبكي من التأثر وبكت صديقتي، أحضرنا معنا لهيثم سجائر وسندوتشات من كنتاكي وعصيرا ومياها معدنية، ودخلنا معه حتى باب الغرفة المحجوز فيها فرأينا كرسيا موضوعا بجوار شباك واسع يطل على الحديقة الخلفية للقسم، قلت له بحنان: ياعم ده أنت آخر روقان رد بعتاب يا عم ده سجن يا طنط.. وخرج في اليوم التالي!!

هناك ٣ تعليقات:

غير معرف يقول...

شرف له يا صاحبي انه ليس من الهياثم
شرف له انه اخوان
فرج الله كربه
وشفى والده
ورده الي اهله سالما

محمد القصاص يقول...

السلام عليكم
المقال حلو اوى.....و يكفى فيه كلمة هيثم..."دة سجن يا طنط"
رغم ان هو مذنب و بيتعاطى مخدرات كان مخنوق و مش عاجبه السجن و كمان خرج تانى يوم....سبحان الله بجد

ربنا يرزقهم و يرزقنا الصبر والثبات و يفرج عنهم و يفك اسرهم إن شاء الله

بس يا جماعة بجد كفاية ظلم و افترى على الناس يعنى مش كفاية انهم طلعوا يشوف باباه كمان مش عاجب...و عايزنهم يقعدوا اكتر من ساعة....عيب علينا بجد..احمدوا ربنا

و حسبنا الله و نعم الوكيل

غير معرف يقول...

هو ده ثمن الحرية اللي لازم ندفعه علشان البلد دي تتحرر من اللي سرقوا البلد كلها..
سرقوا البسمة من الشفاه..
سرقوا البراءة من الأطفال .. سرقوا الرحمة والإنسانية والنبل وباقي حتة من الكرامة وربنا يستر عالباقي