٠٣‏/٠٦‏/٢٠٠٩

هل أفلس الإخوان سياسياً

هل أفلس الإخوان سياسياً

 

تسائُل مستفز للكثيرين من ابناء الحركة الإسلامية لا الإخوانية فقط ولكنه ظل يتراقص اما عيني وانا اقرأ ما نشر بموقع الإخوان بتاريخ 27 مايو تحت عنوان رأي الإخوان حول زيارة الرئيس الأمريكي

وقبل ان يغضب البعض دعوني اعلن منذ البداية ان الإخوان بجذورها الضاربة في كل فئات وطبقات المجتمع المصري بنسب متفاوتة اضخم واعمق من ان تفلس سياسياً ولكن الكثير من الآراء التي يتم اعلانها دون مبرر او تكون دون المستوى اللائق بجماعة كجماعة الإخوان هي التي تقزم من حجم الجماعة وتجعلها صيداً سهلاً لمن شاء ذلك

بداية يُعلن البيان الذي هو حول الزيارة الرئاسية الأمريكية في سطره الأول ان مصر قادر على التصدي للعدوان وهي بداية غريبة جداً وموحية ان الزيارة هي ضرب من ضروب العدوان وإلا فما الذي اقحم التصدي للعدوان بمقدمة بيان عن زيارة رئيس دولة لدولة أخرى؟

ثم تجيء الفقرة الأولى من البيان لتتحدث عن اوضاع مصر الداخلية المتردية و عن ان ابنائها سيناضلون جاهدين من اجل إصلاح تلك الأوضاع المتردية ثم فجأة يُعلن البيان أن الشعبَ المصري يقف صفًّا واحدًا ضد كلِّ محاولاتِ الغزو الخارجي وضد محاولات الهيمنة والاحتواء وضد وجود الصهاينة على أرض مصر وضد التطبيع معهم وضد الوجود الصهيوني على أرض فلسطين وهو موقف ممتاز جداً أن يعلن أننا نرفض كل السلبيات والمشاكل في حياتنا ولكن حقيقة لا ادري ما هو الرابط بين قدرة مصر على التصدي وبين الفساد الداخلي وبين اعلان كاتب البيان عن رفضه للتطبيع إذ ان من اهم مميزات البيان ان يكون له رسالة واضحة  ووحدة موضوعية وهو مالم يتحقق في البيان إذ تحدثت المتقدمة عن كل مشاكل مصر في صدر بيان يتحدث عن موقف الإخوان من الزيارة الرئاسية الأمريكية وإذا كانت البيانات تُصاغ بتلك المنهجية فلم لم تتضمن الفقرة الأولى بضع كلمات أخرى عن أضرار السجائر مثلاً والتي للصدفة كثير منها امريكية الأصل!!

ثم يأتي البيان لقمة اللامهنية السياسية حين يتحدث البيان بثقة لا متناهية عن ان الشعب المصري لا يعادي احداً من الشعوب - طبعاً يقصد الشعب الأمريكي الشقيق - وأن الغرب بقيادة امريكا يعادي الإسلام - يقصد هنا الإدارات السياسية التي هي منتخبة عن طريق الشعوب التي لا نعاديها وبالتالي فهي صديقة - ويكيد له دون اي تفريق بين اتجاهين امريكيين رئيسيين أولهما تيار جمهوري يميني محافظ  يدعم المصالح اليهودية انطلاقاً من عقيدة صهيوينة تُكرس كل جهدها من اجل تمكين دولة اليهود لا حباً وغراماً بهم فقط وانما تعجيلاً لقدوم المسيح وفقاً لعقيدتهم المسيحية الصهيوينة

اما التيار الأمريكي الآخر فهو تيار ديموقراطي ليبرالي يدعم المصالح اليهويدة انطلاقاً من خوف وتوجس من اللوبي اليهودي – الصهيومسيحي الأمريكي ومدى قوته وسطوته وما فضيحة مونيكا – كلينتون ببعيد،

 فإذا ما جادت علينا الأيام بإدارة أمريكية أظهرت خلال أيامها التي قاربت على المائة والأربعين تقريباً أنها قلبت ظهر المُجن للصهاينة داخل وخارج امريكا وبعثت لهم برسائل ومواقف قوية ومحترمة لم تتكرر تقريبباً منذ إجبار دول العدوان الثلاثي - واسرائيل كانت احداهم -على الإنسحاب وتهديدهم بإستخدام القوة ضدهم، نقول أليست هذه فرصة جديرة بالإنتهاز أن تمد جماعة الإخوان وكل الحركات النضالية والتحررية في الوطن العربي بل والعالم الإسلامي يد التعاون لتلك الإدارة خاصة في ظل حالة التردي والإنحدار التي وردت في فقرة النحيب والعويل التي استُهل بها البيان؟!!

فالإدارة التي نعلن قبل ان نتعامل معها انها كسابقتها قام رئيسها بزيارة تركيا وسيزور مصر في حين لم يضع في برنامج الرحلتين زيارة لإسرائيل وهو أمر في حسابات وموازين شرقنا الأوسط لو تعلمون عظيم، والإدارة الصليبية حسب توصيف البيان هي التي يخوض رجالها معركة صمود امام اللوبي الصهيوني الأمريكي خاصة بعد ان تخلف رئيس الولايات المتحدة لأول مرة عن حضور اجتماع الإيباك وارسل بدلاً منه نائبة بايدن والذي تحدث في عشرة نقاط محددة احد هذه النقاط كانت عن ضرورة انضمام اسرائيل لمعاهدة الحد من الانتشار النووي والثانية عن حتمية حل الدولتين وعدم وجود خيارات أمام اسرائيل سوى القبول به وحتمية وقف الإستيطان وتفكيك الجيوب الإستيطانية مصدراً كلمته بجملة "لن يعجبكم ما سأقول ولكنكم يجب ان تقبلوا به"!!  . . وكنتيجة منطقية لتلك التحركات الإيجابية تجاه قضية الشرق الأوسط نجد البيان يطالب بأن تتم مسائلة الرئيس الأمريكي عن أبو غريب وجوانتانامو رغم انه هو من اغلق جوانتاناموا في اول ايام رئاسته فضلاً عن أن اصغر متابع للشأن الأمريكي يعلم ان هناك حركة قانونية حقوقية دئوبة بمباركة من الإدارة الجديدة لتوثيق كل ما تم من انتهاكات لبنود الدستور الأمريكي تمهيداً لملاحقة رموز حقبة بوش قضائياً وهي الفزاعة التي يستخدها رجال اوباما لتحجيم بقايا وشراذم الجمهوريين في ردهات الكونجرس والبيت الأبيض.

ثم تأتي أكثر فقرات البيان الذي هو معنون بـ "رأي الإخوان حول زيارة الرئيس الأمريكي لمصر" فكاهة وترفيهاً وهي الفقرة الأخيرة التي توضح ان الإخوان ليس لهم رأي في الزيارة . . هكذا ببساطة يعلن البيان ان الإخوان لم يكونوا رأياً عن تلك الزيارة، ولو كان كاتب البيان اعلن هذا في اول سطر من البيان لأراحنا وأراح القراء وأراح نفسه من عناء كتابة تلك الشذرات السياسية التي نأمل ألا تتكرر بهذا المستوى.

 

هناك ١٥ تعليقًا:

محمود سعيد يقول...

أول مرة أقرأ البيان العجيب ده

وفى الحقيقة قرأت البيان كويس
وقرائتى التدوينة مش كويس قوى

إلا إنى لى ملاحظة إنه يبدو على البيانات وسابقها

أنها تغازل المعارضة الداخلية وتغازل تيارات إسلامية أخرى

فى الحقيقة وصفها بالمغازلة غير دقيق
هى بالأحرى بيانات تهتم بإرضاء العامة ومن بعدهم قوى معارضية وإسلامية أخرى

وهذا البيان على سبيل المثال ليس بياناً سياسياً بالمرة .. ولا يجوز الحكم به على آداء الإخوان السياسى :-)

كان فى بيان قريب جداً فى حادثة مشابهة وكان له نفس اللهجة لكن لا استطيع أن أتذكر تفاصيله

وأذكر الكلام أيام البرنامج من نوعية الناس كده هتتبسط بينا واحنا بنعلن كذا وكذا

ومقالات لعضو مكتب إرشاد بيحصى ويستشهد بتعليقات زوار موقع ما

محمد هيكل يقول...

عندما قرأت البيان لأول مرة فرحت ان الإخوان سيجعلون هناك موقف واضح من كل شىء ويارب يفضلوا كدا على طول

لكن البيان فعلا ضعيف واظن ان السبب هو جعل ال غير محترفين يقوموا بعمل هذا

والقى نظره على اللجنه الإعلاميه

غير معرف يقول...

انا لفت نظرى فعلا من اول يوم نزل فيه البيان واتعمله بانر على الصفحة الرئيسية حاجة غريبه جدا
وهى ان البانر اللى عبارة عن صورة اوباما ووراه شعار الاخوان يوحيلك مبدئيا ان اوبما هوا المرشد الجديد للاخوان
واللى مش فاهم انا اقصد ايه يرجع للبانر ويبصله كويس
وطبعا وجود بانر ووجود خبر رئيسى عن راى الاخوان فى زيارة اوباما يشد الانتباه ويستدعى فعلا انك تدخل وتقرا الموضوع اللى فعلا وبغض النظر عن مقدمته لما تقراه للاخر تجد ان ما فيش راى
او تاجيل الراى حتى نرى مضمون الزيارة
طيب ايه لازمة البيان والبانر والفلاشات والدعاية للبيان

انا يمكن اول مرة اشارك فى نقد حاجة عملها الاخوان بس انا فعلا فعلا اتنرفزت جدا يوم ما نزل البيان على الموقع الرسمى للجماعة
انا شايف ان قلته احسن
والله اعلم
طارق السيد

مصعب الجمال يقول...

جزاك الله خيراً يا إسلام .. كلامك وتحليلك رائع وأتفق معك فيه

النصف الممتلئ من الكوب والذي يتمثل في وجود رأي "بيان" تجاه حدث ما كزيارة أوباما.. ذلك الرأي كنّا نفتقده في السابق ..

أما النصف الآخر الفارغ من الكوب .. فهو مستوى البيان وما يتضمنه من مصطلحات أو حتى مفاهيم من وجهة نظري المتواضعة أنها غير مناسبة تماماً للموقف
وأختلف تماماً معها

محمد هيكل يقول...

انا فتحت موضوع على منتدى شباب الإخوان حول تدوينتك بهذا الرابط

http://shababelikhwan.net/index.php?showtopic=1903

محمد سعيد يقول...

السلام عليكم ..اعتقدت في البداية أن البيان ضعيف وأن فيه شيء غامض ولكني في النهاية توصلت أنه بيان ذكي جدا أمسك العصا من المنتصف ،والدليل هو خطاب أوباما بجامعة القاهرة أثبت أن أوباما ليس ملاكا أو سوبر مان أو العادل الذي يأتي علي حصان أبيض لينقذ البشرية وليقضي علي الصهاينة..ةأظن يأسلام إنك من كتير شغلك مع الارميكان بحكم عملك تأثرت بهم ..أما المعلقون من الشباب للأسف ينظرون من زاوية واحدة والامور والسياسية تري بكشل ميكروسكوبي وليس بالعين المجردة  

محمد هيكل يقول...

يا محمود يا اخويا

مسك العصايا من النص ليست براعه وقمه السياسيه

ما اسهل ان يكون رأيى رمادى فى كل الأمور واجعلها مفتوحه

انا كدا تقريبا مقلتش رأى

ان كان خيرا فخير وان كان شرا فشر

الكواكبي يقول...

السادة المعلقون الكرام شكراً على حسن التواصل ولكن لي مجموعة توضيحات سريعة
1. التساؤل الخاص بإفلاس الإخوان اظن اني رددت عليه ضمناً عندما تحدثت عن حجم الجماعة وجذورها مما ينفي امكانية الإفلاس واشرت ان نوعية البيانات والتصريحات الرديئة هي ما توحي بهذا ومعروف ان العملة الرديئة تطرد العملة القوية
2. انا لم اقل ان علينا ان ننتظر حلولاً جذرية من اوباما وإدارته ببساطة لأني مقتنع انه لا يمكن ان تجدي اية حلول غير نابعة من التقاء ارادات وطنية قادرة على تبني حلول جريئة وعندها القناعة ان تصمد وتضحي في سبيل انفاذ تلك الحلول
3. كل ما كتبته كان بخصوص البيان المنشور على موقع الإخوان لا بخصوص الإخوان انفسهم وبالتالي اذا اردنا ان نفتح نقاشاً فدعونا نتناقش حول ما هو مكتوب دون التفتيش في النوايا
4. تعليق محمد سعيد "وأظن ياإسلام إنك من كتير شغلك مع الامريكان بحكم عملك تأثرت بهم ..أما المعلقون من الشباب للأسف ينظرون من زاوية واحدة والامور والسياسية تري بكشل ميكروسكوبي وليس بالعين المجردة" حقيقة التعليق ابهرني لعدة أسباب . .
أولاً انا لا اعرف من هو محمد سعيد
ثانياً تحدث عني باعتباره من رفقاء السلاح القدامى وهو شرف لا ادعيه وهو ليس زميل عمل فضلاً عن ان الفارق العمري بيني وبينه لم يسمح لي بأن التقيه في الجامعة مثلاً ليعرف بهذا اليقين ان كنت متأثراً بعملي مع الأمريكان اذ يبدو من تعريفه لنفسه في جوجل انه كان في الإعدادية وانا في الليسانس - وهو ليس عيباً بالمناسبة وانما مجرد ملاحظة.
ثالثاً: احب ان اطمئنه اني عمري لم اعمل مع امريكان وهناك فارق بين ان تعمل في مؤسسة امريكية مليئة بالمصريين وبين ان تكون عميلاً امريكياً اة تابعاً في اشرف الحالات
رابعاً: انا مستاء جداً ان اجد احداً ما عمره ما بين 23 و 24 يتحدث عن الشباب المعلقون بنزق لأنهم ينظرون من زاوية واحدة وكأنه شيخ معمر وهو تبديل للإدوار وتلبس للشخصيات اظنه غير محمود . . عيشوا سنكوا ومرحلتكم بما يرضي الله

عبد الجواد يقول...

صاحبي بداية معذرة لوصولي متأخرا في ختام التعليقات
اتفق تماما مع ما ذكرته من ملاحظات حول مضمون البيان ، كما اتفق مع تشجيع فكرة البيان في حد ذاتها وان كان الافضل بالفعل تأجيل البيان الي حين القاء الخطاب وتكوين وجهة نظر طالما لم تحدد بعد .
تحياتي

باغي الشهادة يقول...

أما التاكيد عن محاسبة من هم وراء غوانتنامو وأبوغريب ففي محله، فمن يرى الإعلام الأمريكي يجد بوضوح حجم المعارضة والتي يترأسها ديك جني لتبرير التعذيب خدمة للمصالح القومية الأمريكية واستخراج المعلومات عن لجماعات الإرهابية ومكان بن لادن، فاوباما يواجه معارضة شديدة جدا توشك أن توقفه عما بدأ به وما تأخر إغلاق غوانتنامو الفعلي عقب توقيعه إلا من ذلك


وياريت ترشدني لرابط أعرف فيه صلة حادثة مونيكا مع الصهاينة

mahmoud salah يقول...

صديقى أبو (زهرة & لينة)
سأدخل فى التعليق سريعا :- أرى أننا كإخوان , فى أمس الحاجة إلى 1.طفرة من التعليم والتدريب على قواعد التفكير السليم .
2.إعادة صياغة وتشكيل للجان المعنيةبالعلاقات السياسيةو بالدبلوماسية,على أساس علمى منهجى -خال من القواعد المعهودة - فى إعتماد شخص معين فى مكان معين .
3.على وجه السرعة>>> إعادة ترتيب البيت الداخلى على كل المستويات حسب القدرات المهنيةوالإبتعاد عن الإعتماد على التاريخ الشخصى ورصيد السجون .
4.إعتماد نظام الإختبارات العلمية للترقى لمهمة معينة أو درجة دعوية محددة دون الإعتماد على التقييم الشخصى الغير ممنهج والذى يفرز نماذج غير مكتملة البناء للقيام بأدوار تعظم قدراتهم وتفكيرهم .
5.التبكير بإعادة ترتيب أولويات المرحلة الحالية ومنهجية العمل والسياسات المتناسقة مع الأحداث والتطورات المتلاحقة حولنا وعلينا ز
6. أخيرا انتهاج (المرونه) فى التعاطى مع المواقف والسياسات المستجدة فى المنطقة والعالم وتجديد التحليل السياسى والموضوعى لها .

Entruempelung wien يقول...

ممتاز ... ممتاز .. ممتاز جدااً
Entruempelung
Entruempelung wien
Wohnungsraeumung

ربح من الانترنت يقول...

شكراّ ع الموضوع

شركة الحسينى يقول...

موفقين ... :)

Heidelberg Speedmaster
هايدلبرج سبيد ماستر 5 لون
هايدلبرج سبيد ماسترHeidelberg Speedmaster
هايدلبرج سبيد ماسترHeidelberg Speedmaster

مملكة حواء يقول...

تابعوا معانا كل جديد فى عالم حواء
منتدى مملكة حواء